العرض في الرئيسةفضاء حر

رسالة البخيتي لاتراعي مطلقا مسألة حق اطراف صنعاء ..

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

اطلعت على رسالة الاستاذ علي البخيتي الى السيد عبدالملك الحوثي و يمكنني ان امحورها في امرين الاول هو ان مسئلة المخرج للمملكة هو امر لايمكن التنازل عنه عند التوصل لاي حل للازمة اليمنية و الثاني هو انه لا يمكن القبول بان يقدم تنازل بمناقشة موضوع السلطة في البلد قبل تغيير الواقع على الارض .

دعونا ناخذ ما جاء في الرسالة من تصور للحل بحسن نية و ناخذ الامرين اعلاه بتفهم ايضا و على ذلك نكون امام رؤية تحتاج لتطوير لتصبح عملية و قابلة للتنفيذ .

تصور الحل السياسي في اليمن هو في سلطة توافقية حقيقية وهذا الامر يتطلب من وجهة النظر التي تحملها الرسالة ان يتم الانسحاب من المدن وتسليم السلاح ثم التفاهم على سلطة توافقية كون النقاش على هذه السلطة في ضل الوضع الحالي الذي يحتفظ فيه انصارالله بالسلاح و بسلطة الواقع امر غير مقبول لانه يرمي لانصارالله بالورقة الاهم لديهم وهي الشرعية و لا ضمانات ان ينفذ انصارالله ماهو مطلوب منهم كما يجب بعد ذلك .

هذا الكلام يجب ان يكون محل تقدير لاننا امام حالة سياسية معقدة و امام حرب استمرت لعام ولازالت واصبح لها مترتباتها و في حالة كهذة من الضرورة العمل للوصول لاتفاق وفق مبدأ اللاثقة وان يصمم الحل بحيث يمثل هو ذاته ضمانة للجميع .

تماما كما تقوم تلك الخشية المترتبة على القاء ورقة الشرعية لدى طرف التحالف وهادي يقوم لدى طرف انصارالله والمؤتمر خشية ان يتم تنفيذ المطلوب منهم ولا ضمانات ان يعمل الطرف الاخر على الوصول لسلطة توافقية كما يجب بعد ذلك .

مثل القرار الاممي رؤية الحل التي قبل بها الجميع و التي يجب ان يراعي اي حل يقترح مضامينه من جهة ، ومن جهة ثانية هناك خصوصية في مرحلة مفاوضات الكويت لم تكن موجودة في المحطات السابقة وهي ان واحدة من اهم مرتكزات الحل قد تم الاطاحة بها قبل هذه المفاوضات وهي الحكومة التي كانت حكومة توافق و التي جاء القرار الاممي ليدعمها وهي حكومة بحاح .

فيما يتعلق بالقرار الاممي فهو يتضمن عدد من المضامين تمثل توليفة واحدة بطبيعتها السياسية و طبيعتها الواقعية وطبيعتها المنطقية و كما يطلب القرار من انصارالله تسليم السلاح و الانسحاب من المدن التي يطالب بها انصارالله الان من قبل تحالف العدوان وتطالب بها رسالة البخيتي ايضا هو يطلب كذلك استكمال المباحثات بين المكونات السياسية المرعية امميا و التي اهم نقاطها مسئلة الحكم .

وفيما يتعلق بالحكومة التي جاء ليدعمها القرار الاممي وهي ايضا مدعومة من المبادرة ومن مؤتمر الحوار ومن المفاوضات المرعية امميا لاعتبارها جاءت كنتيجة لمسار منطقي لها فقد تم الاطاحة بها واعلنت حكومة لاتحوز التوافق ولا يدعمها اي مما سبق ولم تحز على ثقة البرلمان وغير ذلك مما يجعلها معطوبة ولا تحل محل حكومة بحاح باي حال من الاحوال او شكل من الاشكال .

على ماسبق فان اي حل في اليمن يجب ان يكون منطلقا من استيعاب الحالة السياسية التي يمر بها البلد و ان يكون من النوع الذي يعرف بالاتفاقات الغير مبنية على الثقة ، بمعنى يجب ان يصمم اي حل للازمة اليمنية وفق خطوات محددة تكون هي بذاتها ضامنة للجميع .

اي حل لايقوم على عدم تغليب موقف طرف على طرف هو حل غير عملي ولن يمر ، وما يطالب به البخيتي في رسالته ليس من هذا النوع لانه لايراعي مطلقا مسألة حق اطراف صنعاء بموجب المبادرة و بموجب القرار الاممي وبموجب المنطق السياسي في وجود سلطة توافقية ضامنة للجميع وكلما يقدمه في هذا الجانب هو المطالبة بالوثوق في وعود لاتمثل ضمانة باي حال من الاحوال خصوصا اذا سلمت اسلحتها من جهة ، ومن جهة لا يراعي ان من يجب ان يستلم المدن والسلاح يجب ان يكون طرفا محايدا تماما اذا وهذا الطرف غير موجود حاليا ولايمكن ايجادة وفق الرؤية التي تطرح من الطرف الاخر لان مايطرحه من تصور لايجاد الطرف الذي سيتولى هذه المهمة تعني امرين الاول هو تسليم السلاح لطرف هو الان خصم ومتقاتل معه والثاني هو التسليم الضمني بالسلطة الحالية كواقع مع كل ماسبق من حديث حول عدم احقيتها حاليا في السلطة .

مايتطلبه الحل في اليمن هو بشكل او باخر سلطة انتقالية لاتخضع لاشكلا ولاضمنا لاي من الفريقين تتولى المسئولية في البلد لحين اكمال الاطراف السياسية مفاوضاتها ووضع الحل النهائي للازمة .

هذا التعليق على الرسالة هو تعليق يركز على الزبدة فيها وهو الحل الذي تطالب انصارالله به ، دون اقتراح تفصيلي لحلول ودون تعرض لكثير من النقاط الواردة فيها .. وهي وفاء بوعدي له بالتعليق عليها كامل تقديري .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى